تعرف على “شراب سحري” لتنحيف الوزن وحرق الدهون بسرعة. تنتشر على الإنترنت وصفات ومشروبات يقوا أصحابها أنها تسرّع عملية الحرق دون مجهود. إلا أن الأدلة العلمية تشير إلى أن المشروب وحده لا يمكن أن يحرق الدهون؛ بل إن فقدان الوزن يعتمد على توازن الطاقة والنشاط البدني والعادات الغذائية الصحية. في هذا المقال سنستعرض أهم المشروبات التي تساعد على فقدان الوزن عندما تُدمج ضمن نمط حياة صحي، ونوضح المشروبات التي ينبغي تجنبها.
الماء: المشروب الذهبي
الماء هو الخيار الأمثل لكل من يسعى لتنحبف الوزن وحرق الدهون؛ فهو خالٍ من السعرات، ويساعد عمليات الأيض في الجسم، ويروي الجسم دون إضافة طاقة. توصي المراكز الصحية باختيار الماء بدلاً من المشروبات العالية السعرات أو زيادة استهلاك الماء ضمن خطة إنقاص الوزن. كما أن شرب الماء قبل الوجبات قد يساعد على الشعور بالشبع وتقليل كمية الطعام المتناولة، بالإضافة إلى أن الحفاظ على الترطيب يساهم في تحسين أداء الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي.

الشاي الأخضر والأسود
يحتوي الشاي الأخضر والأسود على مركبات نباتية مثل الكافيين والبوليفينولات، وخاصة مركب “إبيغالوكاتشين جالات” الموجود في الشاي الأخضر. تشير أبحاث إلى ارتباط استهلاك الشاي بانتظام بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان والسكري، كما تقترح دراسات أن الشاي الأخضر قد يساعد في التحكم بالوزن لأنه يحتوي على الكافيين ومضادات الأكسدة التي تُحفز عملية الأيض. ومع ذلك، فإن مراجعة علمية لعدة دراسات أظهرت أن تأثير الشاي في إنقاص الوزن غالبًا ما يكون ضئيلًا أو غير ذا دلالة إحصائية، وأن الفوائد تظهر في سياقات غذائية معقدة وليست مجرد شرب الشاي. لذا يُعد الشاي خيارًا صحيًا يمكن إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن، لكن لا ينبغي الاعتماد عليه وحده لإنقاص الوزن.


خل التفاح
أصبح خل التفاح مشهورًا بصفته مشروبًا للتخسيس، إلا أن الأدلة العلمية ما زالت محدودة. دراسة صغيرة على أشخاص اتبعوا نظامًا مقيدًا بالسعرات و تناولوا خل التفاح يوميًا أظهرت انخفاضًا أكبر في الوزن والكوليسترول مقارنة بالمجموعة التي اتبعت الحمية وحدها. ومع ذلك، كانت مدة الدراسة قصيرة وعدد المشاركين محدودًا، ولم يثبت الباحثون سبب التأثير بدقة. من المهم أيضًا تخفيف خل التفاح بالماء لحماية المريء والأسنان، وعدم الإفراط في تناوله. ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدامه لدى مرضى السكري أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية.

مخفوقات الوجبات والبروتين
تُستخدم مخفوقات الوجبات كحل عملي لمن يجدون صعوبة في تحضير وجبات صحية بسبب نمط حياتهم المزدحم. يمكن لهذه المخفوقات أن توفر البروتين والألياف والعناصر الغذائية مع سعرات أقل من الوجبات السريعة، ما يساعد على التحكم بالوزن. إلا أن جودة هذه المنتجات تختلف؛ لذا يجب اختيار الأنواع منخفضة السكر والمُحَصَّنة بالفيتامينات والمعادن وتجنب الأنواع التي تحتوي على المحليات الصناعية أو شراب الذرة عالي الفركتوز.
مخفوقات البروتين، من ناحية أخرى، قد تساعد على تقليل الجوع وزيادة الشعور بالشبع بفضل محتواها العالي من البروتين الذي يبطئ الهضم. إلا أنها تحتوي على سعرات، وبالتالي يجب احتسابها ضمن إجمالي السعرات اليومية وعدم الإفراط في تناولها. يفضل الحصول على البروتين من مصادر كاملة مثل اللحوم الخالية من الدهون والبقوليات، واستخدام مخفوقات البروتين كبديل مؤقت أو مكمل عند الحاجة.
مشروبات الزنجبيل والمياه الغازية الخالية من السكر
للزنجبيل خصائص مضادة للالتهاب، وقد استخدم تقليديًا لتحسين الهضم. دراسة صغيرة وجدت أن مشروب الزنجبيل الساخن ساعد على تقليل الجوع وزيادة الشعور بالامتلاء وتعزيز حرق السعرات الحرارية. ولكن عدد المشاركين كان قليلًا، ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج. يمكن إضافة مسحوق الزنجبيل إلى الماء أو الشاي دون سكر للحصول على فوائده المحتملة.
أما المياه الغازية الخالية من السكر فتُعد بديلًا جيدًا للمشروبات الغازية المحلاة. تشير بيانات إلى أن المياه الغازية قد تعزز الإحساس بالامتلاء وتساعد على تقليل كمية الطعام المستهلكة. يجب التأكد من عدم احتوائها على سكريات أو محليات صناعية بكميات كبيرة.
مشروبات ينبغي تجنبها
تستهلك نسبة كبيرة من السعرات عبر المشروبات، ويصعب على الجسم الشعور بالشبع منها مقارنة بالمواد الصلبة. لذلك، يُفضَّل تجنب:
- المشروبات الغازية المحلاة: تحتوي علبة بحجم 12 أونصة على نحو 10–13 ملعقة صغيرة من السكر، وتساهم بزيادة الوزن دون تقديم قيمة غذائية.
- عصائر الفاكهة ومخفوقات السموذي الجاهزة: رغم وجود بعض الفوائد الغذائية، إلا أنها غنية بالسكر والسعرات. يجب اختيار العصائر الطبيعية بنسبة 100% دون إضافة سكر، والاعتدال في الكمية.
- مشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية: غالبًا ما تحتوي على 5–14 ملعقة من السكر لكل 12 أونصة، إضافة إلى الكافيين والمنشطات. يُنصح بتجنبها ما لم توجد حاجة طبية مبررة.
- المشروبات المحضرة في المقاهي (القهوة بنكهة أو الشاي المحلى): قد تحتوي على كميات كبيرة من السكر والحليب المكثف، ما يجعلها مشروبات عالية السعرات.

نصائح للشرب الصحي لدعم حرق الدهون
- احمل زجاجة ماء: يساعد توفر الماء على تشجيع الشرب المنتظم وتجنب العطش الذي قد يفسره البعض خطأً على أنه جوع.
- اختر الشاي غير المحلى: يمكن تناول الشاي الأخضر أو الأسود دون إضافة سكر للحصول على فوائد مضادات الأكسدة.
- تناول القهوة باعتدال: الكافيين قد يحفز الأيض، لكن الإفراط في القهوة أو إضافة المحليات العالية السعرات يفسد الفائدة.
- جرب المشروبات الدافئة بالأعشاب: مثل النعناع والبابونج، فهي خالية من السعرات وقد تساعد على الاسترخاء وتقليل الرغبة في تناول الطعام ليلاً.
- راقب كمية السعرات: حتى المشروبات الصحية مثل مخفوقات البروتين والعصائر الطبيعية تحتوي على سعرات؛ لذا يُنصح بحسابها ضمن إجمالي الاستهلاك اليومي.
لا يوجد مشروب سحري يذيب الدهون بمفرده. دعم فقدان الوزن يتطلب الالتزام بنظام غذائي متوازن، والنشاط البدني المنتظم، وعادات حياة صحية. ومع ذلك، يمكن لبعض المشروبات – مثل الماء والشاي غير المحلى وبعض المخفوقات – أن تساعد على الشعور بالشبع وتحسين الأيض عند استخدامها ضمن خطة شاملة. على الجانب الآخر، يُفضل تجنب المشروبات الغنية بالسكر والسعرات الفارغة. اجعل اختياراتك واعية، وتذكر أن التغيير المستدام أهم من الحلول السريعة.